قالت لهُ--- أتحبني وأنا ضريرة--- وفي الدُّنيا بناتُ كثيرة--- الحلوةُ و الجميلةُ و المثيرة--- ما أنت إلا بمجنون--- أو مشفقٌ على عمياء العيون--- قالَ--- بل أنا عاشقٌ يا حلوتي--- ولا أتمنى من دنيتي--- إلا أن تصيري زوجتي--- وقد رزقني الله المال--- وما أظنُّ الشفاء مٌحال--- قالت--- إن أعدتّ إليّ بصري--- سأرضى بكَ يا قدري--- وسأقضي معك عمري--- لكن-- من يعطيني عينيه--- وأيُّ ليلِ يبقى لديه--- وفي يومٍ جاءها مُسرِعا--- أبشري قد وجدّتُ المُتبرِّعا--- وستبصرين ما خلق اللهُ وأبدعا--- وستوفين بوعدكِ لي--- وتكونين زوجةً لي--- ويوم فتحت أعيُنها--- كان واقفاَ يمسُك يدها--- رأتهُ--- فدوت صرختُها--- أأنت أيضاً أعمى؟!!--- وبكت حظها الشُؤمَ--- لا تحزني يا حبيبتي--- ستكونين عيوني ودليلتي--- فمتى تصيرين زوجتي--- قالت--- أأنا أتزوّجُ ضريرا--- وقد أصبحتُ اليومَ بصيرا--- فبكى--- وقال سامحيني--- من أنا لتتزوّجيني--- ولكن--- قبل أن تترُكيني--- أريدُ منكِ أن تعديني--- أن تعتني جيداً بعيوني--